لحظة غريبة لمعنى اخر قريب لنصر

في خاطرة ونبي نحكي عليها وهذا شيء شخصي..
لما فكرت من سنين في مساعدة أكبر قدر من الناس باللي نقدر عليه بصراحة لم أكن معروف في أي وسط وكنت سعيد جدا بحياة إن ما يعرفني حد… سعيد إني نكون من ضمن الناس، وجه غير مألوف ولا يظهر للإعلام أو أي شيء حتى صفحتي هذي كان فيها 400 لايك وشبه ما حد يعرفها… المكان الوحيد اللي يعرفوني فيه هي قروبات online shopping وتقريبا 30-50 شخص وانتهى.
 
كنت راضي وسعيد وكافي خيري شري، اليوم قعدت نحط في اللي نعرفه من تقنية وأسلوب وفكره وتطوير قيد التنفيذ..
 
اليوم الحمد لله وبعد ثلاث سنوات من التجهيز والكتابة والعمل وعام ونصف من النضال وإقناع الشركات والمؤسسات والمسؤولين والقيادات بالوقائع والإيميلات والأدلة، بدأ الدعم المعنوي والتوعوي يأخذ مجراه إقتنع الكثير من المؤسسات والشركات وقيادات الدولة بالتغيير التقني على ارض الواقع.
 
لدرجة إن أحد الإيميلات اليوم أعتبره شهادة وتغيير مؤسسي كبير وتبني سياسة واستراتيجية #الوعي_التقني_للجميع .
 
لما العلم والتقنية والمعرفة تفرض نفسها على ارض الواقع، اليوم لما نحلل شن سبب هذا النجاح اللي تخلي شركات لما أسست كنت أنا نقرا صف أول إبتدائي تأخذ برأي تقني فني توعوي، يعني عمرها أكثر من 23 سنة وبعض الشخصيات لما هوا خذي الدكتوراة أنا لم أولد بعد، يقتنع ويدفع بأفكاري واطروحاتي ورسائلي ووجهات نظري.
 
أحاول حصر الأسباب فيما يلي لعلها تفيد شخصا غيري يوما ما في نشر رسالة سامية للمجتمع.
 
أولا:الأخلاق إني لم أشتم أو أقلل إحترامي لأي شخص كان وكان عدو التغيير هو من يشتم وأنا أحافظ على هدوء أعصابي، أعصاب في فريز. الأخلاق ثم الأخلاق ثم الأخلاق. ما خليتهم يشدوا عليا عيب أو غلط
 
ثانيا:المعرفة، أحدثهم بالعلم وأذهب معهم لأبعد مستوى حتى لو كلفني أن أدرس صفحات لمدة شهر كامل حتى أتمكن من مقارعة علية القوم في أحد بنود التقنية والإتصالات.
 
ثالثا: الأسلوب، التحلي بالأسلوب الكتابي والفني والسردي القريب من المواطن من جانب والمحترف والقوي والقادر على نزال أعتى صقور المؤسسات.
 
رابعا: صفر دعم مالي، أدعم قضيتي من حر مالي، حتى لا يتم تصنيفي أني أتبع لأي معسكر، هذا تبع الإدارة الجديدة هذا تبع الإدارة القديمة هذا مأجور من برا، هذا مدفوع له، هذا يبي يخدم.
 
خامسا: القضية، قضيتي ونحارب عليها وليست قضية مال أو وظيفة أو قضية جدلية إنما قضية حق، وحقي يجب أن انتزعه من دولة أصبحت متخلفة تقنيا وتشريعيا وإداريا وحان لها أن تسمع بقضية مواطن يريد التطور ويريد اللحاق بالعالم.
 
سادسا: الشجاعة، يعلم الله أنهم رعشوني وخوفوني بشكل رهيب حتى أنهم قعدوا يهددوا ويشتموا ويفتشوا ويديروا في تحقيقات على أوسع مستوى، شن نوع جواز سفره، وين يسافر، شن يقرا، شن يخدم، شن جوازه، من وين أصله، شن توجه السياسي، شن توجه الديني، شن خلفيته، وتدخلوا في خصوصيات واجهتها بكل قوة وشجاعة وأحيانا بكل جبروت وتسخير أي قوة للحفاظ على حقي في أن اكون إنسان لي خصوصياتي.
 
سابعا: تجارب السابقون، نطلع على تجارب الدول العربية الأخرى والدول الأجنبية ونحاول نسقطها مع تعديلات الخصوصيات الليبية، لن أعيد إختراع العجلة، كذلك أحشد المثقفين والمطلعين واستفيد من استشاراتهم محليا فلست أعلمهم ولا أروعهم، يوجد من أستمع إليه بالساعات وأعتبر حديثه من أرقى ما يحدث ليه طول سنوات حياتي، ولازلت اتمنى حتى اللحظة سماع حديثه، وأتألم لما فيه من حرقة على ما يحدث، وأحارب من أجله وانتقم لحرقة أروع وأرقى مهندسي وفنيي وعباقرة ليبيا.
 
ثامنا: النتائج، بالتوازي مع كل ما سبق يجب أن يكون لي نتائج علمي ومعرفي وثقافي وفكري ونتائج على الأرض وهذا ما تجلى في مقالات اكتبه في مدونتي الشخصية ومدونتي العامة وصفحتي على فيسبوك وقناة يوتيوب وبودكاست حقق عشرات الالاف من الاستماع.
 
تاسعا: ناقش الجميع، كل من حاول نقاشي واسكاتي أو الاستهزاء علي أو الاستيضاح أو التفكير معي أو التعلم، كنت أجيب على كل التعليقات والردود والاستفسارات.
 
عاشرا: التواضع، لم أكن ولن أكون متبجحا ولا طالب شهرة ولا أطمح لأي شيء سوى أن أبين الصح والخطأ، لم أكن ولن أكون منافقا ولا متسلقا على مجهودات غير، أعتذر عند الخطأ وأفخر بنفسي عند فعل الصواب، لا أصعد على أكتاف زملائي وأصدقائي من المدونين وأدعمهم لأقصى مدى حتى وإن كان البعض يراه منافسة، فأعتقد أني وصلت من العمر والنضج أن أرى مساعدتنا لبعض غاية وليست وسيلة.
 
كانت هذه خاطرة اللحظة، ممزوجة بكثير من الحب والصدق والشفافية وحب التواصل وإيصال التجربة لمن بعدي…. هذه ليس إعلان استقالة بل بالعكس هي حافز للإستمرار أكثر وتوثيق لحظة ليست لحظة نصر بل لحظة تعاونات متوقعة جديدة لبناء مستقبل للأجيال القادمة، لحظة أن تعرف أن التغيير يحدث بينما أكتب وسيحدث، لو لم نتغيير سننقرض، لحظة إحساس أني في قمة هرم ماسلو للإحتياجات الإنسانية، كثيرة هي المشاعر التي يشعر بها الإنسان ولن يستطيع وصفها.
 
حتى اللحظة القادمة هنا أمين صالح يتمنى لكم أطيب الأوقات من كوكب الأرض
1-6-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *